أثارت التقارير الصحفية لبعض وسائل الإعلام بشأن عودة سعد الحارثي نجم الفريق النصراوي للملاعب ومنعه من لمس الكرة في الفترة المقبلة قلقاً كبيراً لدى جماهير الشمس التي تعول آمالاً عريضة على اللاعب في بداية الموسم الجديد لإعادة الفريق (العالمي) إلى الواجهة واستعادة نغمة البطولات التي غاب عنها في الموسم الماضي، وقارن البعض بين فترة تأهيل (الذابح) ومدافع الشباب ماجد العمري متناسين بأن هناك أمثلة كثيرة على لاعبين أصيبوا بالرباط ولم يعودوا حتى الآن كصالح بشير وعبده عطيف واللذان نتمنى أن يعودا أكثر قوة لخدمة منتخبنا السعودي وأنديتهما.
التقارير التي تحدثت عن تأخر عودة سعد الحارثي للملاعب أشغلت بعض الجماهير النصراوية ومحبيه من جهة والجماهير السعودية من جهة أخرى وخاصة التي تضع مصلحة المنتخب السعودي فوق كل اعتبار وأمام كل الألوان.
ونجحت (الرياضي) المتواجدة في معسكر الفريق النصراوي بمدينة برشلونة الأسبانية بتقديم إجابة شافية ستكون الفيصل في هذا الأمر، حيث رصدت عبر هذا التقرير برنامج سعد الحارثي على مدى أيام بالصورة من أجل قطع حبل الإشاعات.
المقارنة الظالمة
تحدثت (الرياضي) مع الطبيب اللبناني (إلي عواد) عن سبب عودة مدافع الشباب ماجد العمري للتدريبات بسرعة قبل سعد الحارثي فقال: (ممكن أن يحدث هذا وحسب معلوماتي فإن عودة ماجد العمري فيها شيء من الاستعجال لكن حينما نضع مقارنات كهذه فلا بد أن نضع في الحسبان عدد من الأمور أهمها اختلاف عضلات اللاعب المهاجم عن اللاعب المدافع إضافة أن اللاعب يجب أن يكون حريصاً على نفسه أكثر من أي شخص آخر فمثلاً الجهاز الفني والإداري والطبي بنادي النصر متفقين على عدم الاستعجال بالزج بسعد إلا بعد التأكد بنسبة 200% أنه شفي منها تماماً).
القريني: لا يهمنا أحد
مدير إدارة كرة القدم سلمان القريني طالب الجماهير النصراوية بعدم الاكتراث بما يكتب بين الحين والآخر مشيراً بأن سعد لديه أجهزة طبية متابعة لحالته بأفضل ما يكون, وأكد القريني أن أكثر من يهتم لعودة سعد الحارثي للملاعب هم مسؤولي النادي وبلا شك هم أحرص من أي شخص آخر على شفائه.
برنامج الذابح
أمام كل هذا كان لا بد أن نسلط الضوء على برنامج سعد الحارثي التأهيلي لعودته إلى الملاعب الخضراء خاصة أنه نجم جماهيري وتحرص كل الجماهير السعودية بشكل عام والنصراوية بشكل خاص على تواجده، ولذا قامت الرياضي برصد بعض التدريبات الخاصة به بالصور.
من الإشاعات التي أثيرت عن المهاجم سعد الحارثي أنه لن يلمس الكرة لمدة ثلاثة أشهر وهذا ماينفيه الواقع في (برشلونة)، فالحارثي يدخل التدريبات مع الفريق من بدايته إلاّ أنه لا يشارك في المناورات القوية فهو يسدد مع زملائه اللاعبين ويدخل التدريبات التي تعتمد على اللمسة واللمستين لكن قطعاً لم يعط أي أحد من الجهاز الطبي تعليمات بعدم ملامسة الكرة.
ويحرص سعد الحارثي كثيراً على أوقات التدريبات الخاصة به فهي تصل في بعض الأحيان لثلاث فترات باليوم الواحد وأحيان أخرى فترتين ويطبق اللاعب كل التعليمات والبرنامج المعد له بحذافيره دون زيادة أو نقص من أجل العودة للملاعب والمشاركة مع باقي زملائه في الملعب، وقد يخفى على البعض أن سعد الحارثي يرافقه في التدريبات نصف الجهاز الطبي بالنادي المكون من ستة أشخاص، حيث يقوم أحدهم بإجراء التمارين (التسخين) التي يحتاجها سعد قبل الدخول في تمارين (التقوية) إضافة للتركيز على تمديد العضلات حتى لا يكون هناك شد عضلي أو ماشابه ذلك.
حرص كبير
جميع من في بعثة الفريق النصراوي من لاعبين وإداريين وأجهزة طبية وفنية حريصة على عودة سعد الحارثي وهذا ما نراه بشكل مباشر منهم لكن اللقطة التي التقطتها عدسة (الرياضي) حينما قام مدير جهاز كرة القدم بالنادي سلمان القريني ورئيس البعثة جسدت هذه الحقيقة بشكل لا يقبل القسمة على اثنين وهي التي تتمثل في قيامه بدور (المدلك جورج) حينما قام بالخروج للملعب لإحضار بعض الأدوات التي يحتاجها لإكمال برنامج الحارثي، حيث قام القريني بعمل التمديدات بنفسه للاعب في إشارة واضحة وصريحة للعلاقة المتينة بين القريني وجميع اللاعبين من جهة وبين حرص النصراويين على الحارثي من جهة أخرى.
ومما لا شك فيه أنه من المهم تقوية (المنطقة المصابة) في الحارثي لكن الجهاز الطبي لم يغفل المنطقة الأخرى التي قد تضعف جراء التوقف الطويل عن ممارسة اللعب ولهذا يحرص الجهاز الطبي على منح تدريبات مميزة وحديثة في عالم الطب التي تقوي العضلات وفي نفس الوقت يكون لها مردوداً إيجابياً على كامل الجسم بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب اللياقي الذي يعتبر في نفس الرتم الذي يسير عليه زملاء سعد في الفريق.
تدريبات منوعة
في مثل حالات سعد الحارثي فإن غرفة الحديد والمسبح لا بد منها حتى يكتمل الشفاء وتزداد قوة الركبة المصابة وتأخذ صالة الحديد جزءً كبيراً من وقت الحارثي، ومن بعض أنواع التدريبات التي يتلقاها الحارثي هي الإرتقاء للعب الكرة برأسه وجسمه مشدود للخلف بمشد مطاطي وهذه التدريبات تقوم على تقوية العضلات الخاصة بالمفاصل والركبة أثناء القفز وكذلك تعزز قوة الارتقاء, كما أن بعض التدريبات تعتمد بتواجد سعد على لوح دائري غير متساوي حتى يحاول المحافظة على توازنه أثناء لعب الكرة وهذه التدريبات تساعد على التحكم بمفاصله, وأيضاً تمارين السرعات التي منها الإسراع وخلفه (بارشوت) يعمل على إثقال اللاعب والحد من سرعته في الوقت الذي يسعى فيه اللاعب ذاته للجري بأقصى سرعته لتقوية عضلات البطن وكذلك عضلات الفخذ والسيقان والركبتين والمفاصل.
عودة الحارثي
لا يزال توقيت عودة سعد الحارثي للملاعب والمشاركة مع باقي زملائه لم يحسم بعد بشكل رسمي ويعتمد هذا على مدى تقبل عضلات الحارثي للتدريبات كون هناك عضلات قد تتقبل التمارين خلال شهر وأخرى أقل والبعض الآخر أكثر إلاّ أن البوادر تشير إلى احتمالية عودة سعد مع أول أو ثاني مباراة في الدوري رغم حرص الكثيرين عليه والذين يطالبونه بالتأجيل إلى ما بعد عيد الفطر المبارك للتأكد بنسبة أقوى من سلامته.
رسالة 
الأحد أغسطس 02, 2009 1:05 pm
